طريق الذَّبح آخر إصداراتي الترجمية

آخر إصداراتي الترجمية

طريق الذَّبح

رواية محمود دولت آبادي

صدرت عن منشورات الربيع بالقاهرة 2024


أنا حمامة مذبوحة

رواية طريق الذبح تتمحور حول الحرب، وتعيد النظر في الكثير من الأفكار العميقة والعواطف والقناعات الإنسانية. الرواية تعد أقل أعمال محمود دولت آبادي حجمًا لكنها أكثر تعقيدًا. ألفت بين عامي 2004 و2006، لكنها قطعت مشوارًا طويلا حتى حصلت على ترخيص بالنشر في العام 2018.

تتشكل رواية طريق الذبح على مستويات عدة، وتحاول عبر طرح المبادئ الأخلاقية الفلسفية وأيضًا عن طريق استخدام رموز مختلفة أن ترسم في ذهن قرائها أسئلة أساسية ووجودية.

رواية الرصاص والقلم:

الإنسان مقابل الإنسان؛ كل تراجيديا تبدأ على هذا النحو. والحرب كلها نحس؛ نحس لا نهاية له. هذه هي حكاية طريق الذبح. قصة الإنسان، حينما يقع في برزخ المتناقضات وفي متاهات لا سبيل للخروج منها، ولا يستطيع ذهنه المشوَّش وروحه المضطربة الإجابة عن أهم الأسئلة: القتل والموت أم البقاء على قيد الحياة وإعطاء فرصة للحياة؟ الثقة أم انعدام الثقة؟ أين يكمن الحد الفاصل بين الدفاع والهجوم؟ أين يكمن الحد الفاصل بين المدنية والوحشية؟ بين الرحمة والشقاوة؟ من سينتصر في جدل العقل والقلب؟ وفي جدل العاطفة الإنسانية وغريزة البقاء؟ كيف السبيل للإمساك على الحقيقة في هذا الخضم إن كان للحقيقة وجود أصلًا... "أما عن الأسير...أتعلم أنني فكرت فيه مليًّا بعد ذلك الكلام؟ ربما لأن الأسير إنسان لا حول له ولا قوة، بلا دفاع عن النفس ومستسلم؛ لكن برأيي هذا ظاهر الأمر فقط أما باطنه فشيء آخر، وهو حينما يقع جندي في الأسر ينمحي فجأة كل ما كان يشكِّل ظاهره فتُنتزع منه القوانين العسكرية ويُجرَّد من الزي العسكري ومن الأسلحة، وحتى من تلك اللوازم التي يحملها في الحقيبة أو في الجيب. وفجأة ترى نفسك أمام إنسان عادي، مثلك أنت قبل أن تحمل أسلحتك. كيف يمكنك أن تحارب مثل هذا الشخص الذي يذكِّرك بنفسك؟! وأيُّ حرب تشنها عليه؟! والحال أنه غير مسلَّح! بل لم يعد فردًا حتى...» [طريق الذبح، ص15]

تسير رواية طريق الذبح على حافة شفرة؛ حافة شفرة الموت والحياة؛ وتقف متذبذبة على تلك الفجوة الضيقة، لتستفز فرضياتنا المسلَّمة. تبتدئ قصة الرواية بشكل مثير في موقع عسكري: «من مكان ما، من نقطة ما فوق هذه الكرة الأرضية تُطلق رصاصة من فوهة ماسورة سلاح: كلَّا! بل من مكان ما، من نقطة ما فوق هذه الكرة الأرضية تُطلق قذيفة ثقيلة ومدمِّرة من فوهة واسعة لماسورة طويلة في سلاح ثقيل" [طريق الذبح، ص3]

تروى القصة في مستويين؛ الأول قصة الكاتب العربي الذي يدعى أبو علاء ويُطلب منه أو بالأحرى يؤمر بكتابة رواية مزيفة عن الحرب (الحرب الإيرانية العراقية) تطابق السردية الحكومية؛ في الوقت الذي ينتابه تردد عميق حيال أسس مفهوم الحرب:  «أيها الرائد، أنا كاتب! ولا يسوغ للكتُّاب أن يؤججوا نار الحروب، وأي حرب؟ حرب لم أصل بعد إلى إدراك مغزاها وغايتها!» [طريق الذبح، ص92]

والمستوى الثاني القصة التي ينشغل أبو علاء بكتابتها؛ قصة تلَّة الصِّفر. حيث يجري اشتباك بين الإيرانيين والعراقيين في منطقة تعرف بـ تلَّة الصِّفر، وبعد تبادل القصف الشديد والمروع بين الجبهتين، يُقتل كل الإيرانيين ولا يبقى منهم على قيد الحياة سوى قائد المجموعة وجندي مع أسير عراقي. يتموقع على ناحيتي التلَّة طرفا الحرب ويراقب بعضهما بعضًا، ولا يستطيع أي فريق منهما أن يصل إلى خزَّان الماء الموجود في شقوق التلَّة، والعطش يتجاوز مداه ليصل إلى حد الجنون...

الإنسان يحاصر الإنسان؛ كلاهما نال منه الإرهاق والاضطراب والعطش وأصيب أفراده. النار ورائحة البارود والحيرة؛ رموز للإنسان المشرف على السقوط والانهيار والشك في الوجود. وأسئلة بلا أجوبة. تردد الجندي والقائد على مفترق طرق بين الإبقاء على حياة الأسير الذي قتل رفقاءهما حفاظًا على المبادئ الأخلاقية أو الإجهاز عليه وخلاصهما معا. الجندي نال منه اليأس ما نال والعطش سلب منه أمنه. أحداث الرواية تتقدم بحوارات بينهما وبحوارات فردية مشوَّشة. وبالموازاة مع تلك الأحداث يواصل أبو علاء سرده. وفي ثنايا الروايتين الأصليتين نجد استطرادات تاريخية تتطرق لفتح العرب لبلاد فارس وللعصر العباسي وأسرة آل برمك وأبو مسلم الخراساني و...ما خلق نوعًا من التناظر في الرواية: . «لقد أصابني الجنون بسببه! لكني لم أستطع قتله ولا أستطيع. صارت ثنيات ظهره لزجة بفعل العرق بينما الشمس لم تسطع بعد، كما كان جبينه وقفاه يتفصدان عرقًا. إذن كان لا يزال الماء يسري في جسده رغم أنَّ قوارير خندقه كانت فارغة، وقنينة شرابه أيضًا. أما عيناه، فكانتا تؤذيانني، ونظراته أيضًا. تلك النظرات... تلك العينان هما اللتان لمحتا أفرادي الخمسة في جنح الظلام وامتصتاهم. لو كنت جلَّادًا لفقأت عينيه تلك، غير أني لم أكن فظ القلب.» [طريق الذبح، ص97]




صدور ترجمتي الجديدة لعام 2023

أُلِّفت "رحلة رضا شاه إيران إلى إمارة عربستان" في العام 1924م، وتصنف هذه الوثيقة ضمن أهم الوثائق التاريخية في العصر البهلوي (1925-1979م) التي ترصد وقائع فترة انتقالية مهمة وحسّاسة في الحياة السياسية الإيرانية خلال القرن العشرين. هذه الرحلة التي نشرت في ذلك العصر على نحو محدود سوف تصبح من الوثائق المفقودة ولن ترى النور مجدّدًا إلا في أواخر حكم محمد رضا شاه بهلوي (حكم: 1941-1979م)، نجل رضا شاه بهلوي (حكم: 1925-1941م)، على يد المركز السياسي والثقافي  للدراسات والنشر في العصر البهلوي. وكان ذلك بمناسبة تنظيم المراسم الوطنية للاحتفال بالعهد الملكي البهلوي (1975م).

عنوان الرحلة باللغة الفارسية هو "سفرنامه شاه به خوزستان"، وقد استخدم المؤلف اسم "خوزستان" بدل عربستان، في العنوان وفي كل فصول الكتاب وهو تحريف واضح لأن الاسم الرسمي للإمارة كان لايزال في تلك الفترة هو عربستان. والإيرانيون أنفسهم هم من أطلق اسم عربستان على هذه المنطقة، كان ذلك في عهد الشاه إسماعيل الصفوي اعترافًا منهم بأن هذه المنطقة أرض عربية وشعبها عربي، بحيث يشكلون الأغلبية الساحقة في هذا الإقليم العربي الذي يحوي من الآثار والملامح والوجود ما يؤكد عروبة عربستان وأصالتها. وقد ظلت هذه التسمية مستمرة ومعروفة لدى الفرس والعرب والأتراك وحتى المستعمرين الغربيين، إلى أن احتل الإيرانيون هذا الإقليم عام 1925م وأعلنوا إلغاء اسم عربستان واستبداله باسم خوزستان. التحريف نفسه طال أسماء المدن والقرى والبلدات في إمارة عربستان حيث تعمد صاحب الرحلة ذكر الأسماء الفارسية لهذه الأماكن، لكني في هذه الترجمة اعتمدت الأسماء العربية الأصلية لكل الأماكن التابعة لتراب إقليم عربستان.

يمكن تصنيف هذه الرحلة ضمن صنف الرحلات الرسمية التي تشمل كلًّا من الرحلات التكليفية والإدارية والسفارية وغيرها، ويقف وراءها دوافع عديدة منها استطلاع أخبار البلاد المجاورة والقيام بأعمال التجسس، والغزو والحروب أيضًا.

لهذه الرحلة أهمية بالغة لأنها، أولًا، تتمحور حول سفر مؤلفها شاه إيران رضا بهلوي، من طهران إلى إقليم عربستان، مرورًا بالعديد من المحافظات والمدن والقرى الإيرانية، وانتهاءً بزيارة العتبات والمزارات الشيعية المعروفة في العراق، من قبيل الكاظمية وسامراء وكربلاء، ثم العودة مجددًا إلى العاصمة الإيرانية طهران.

تحدّث رضا خان في هذه الرحلة عن مشاهداته، ووصف الأماكن التي مر بها، وذكر زياراته لبعض المعالم والآثار ولقاءاته بالعلماء ورجال الدين في كل من إيران والعراق. هذه الرحلة مشغولة بهمٍّ توثيقي بموازاة انشغالها بالشأن الجغرافي والسياسي والعسكري؛ تمدنا بكم هائل من المعلومات التاريخية والجغرافية والسياسية والعسكرية وعدد من الوثائق والمستندات، وتتخللها أيضًا إشارات ومعلومات عن حياة الناس وعاداتهم في المدن والقرى والجبال والبحر والأودية التي مرّ بها صاحب الرحلة أو نُقلت إلى أسماعه. 


 

صدور الطبعة الثانية من كتاب الدروس الأساسية في اللغة الفارسية

 قريبا الطبعة الثانية من كتاب 

الدروس الأساسية في اللغة الفارسية؛ قواعد ونصوص ومعجم


مقدمة الطبعة الثانية

حمدًا لله يليق بجلاله وعظيم سلطانه وبعد؛

يطيب لي تقديم كتاب [الدروس الأساسية في اللغة الفارسية] في طبعته الثانية المنقَّحة بعدما طرحته لأول مرة قبل ما ينيف عن أربع سنوات، وأنا سعيد للمكانة التي تبوأها الكتاب في طبعتها الأولى، وللإقبال الذي لاقاه عند الطلبة والمتعلمين، وأيضًا لدى الأساتذة المتخصصين في اللغة الفارسية، على حد سواء.

بديهي أنني أعدت النظر في بعض ما جاء في الكتاب وقرأته بترو وتأمل؛ فوقفت على هنات أصلحتها وانتبهت لقصور أتممته؛ بزيادة توضيحات وشروحات على مختلف الدروس والقضايا المتناولة، كنت قد أغفلتها في الطبعة الأولى للكتاب.

والله من وراء القصد؛

                                                                                                  أحمد موسى

تطوان، غشت 2022

"عام البلاء" رواية للروائي الإيراني الشهير عباس معروفي ترى النور باللغة العربية


صدور رواية عام البلاء باللغة العربية

ترجمة رائعة عباس معروفي (سال بلوا)

دار نثر بمسقط / 2022

قضى عباس معروفي في كتابة رواية "عام البلاء" ثلاث سنوات ونصف من عمره. ويرى بعض النقاد أننا منذ البداية ومنذ قراءة الجملة التي وردت في تقديم الكتاب ندرك أن الشخصية الأصلية والمركزية في الرواية هي امرأة!  «احتراماً لذكرى سيمين دانشور وسيمين بهبهاني، أهدي هذا الكتاب إلى أمي».

تعد هذ الرواية رواية الحب الممنوع الذي تخلّقت نطفته في أحلك الظروف التاريخية في إيران. الشخصية الأصلية في الرواية تدعى "نُوشَافَرِين" (نوشا) ابنة العقيد نَيْلُوفَرِي، أحد أكفأ القادة العسكريين في عهد رضا شاه البهلوي. يسافر والد نُوشَافَرِين إلى مدينة "سَنْكْسَر" بحثًا عن تحقيق مزيد من النجاحات والترقي في سلم الخدمة. وفي هذه المدينة تبدأ أحداث هذه الرواية. 

هي رواية عشق لكن لا تشبه عشق هادئ لنادر إبراهيمي، فطالما كانت قصص العشق الباردة والساخنة التي تروى في إطار الحوادث وتقاليد المجتمع الإيراني تبرز وضعية المرأة الإيرانية، ورغم مرارتها وسوداويتها لكن هذه القصص تظل جذَّابة وتثير فضول القارئ. وقد ألفت في إيران الكثير من الأعمال التي تصور المرأة وحياتها في مجتمع أسود ورجولي؛ لكن يمكن بجرأة أن نعدَّ عام البلاء واحدة من أفضل نماذج روايات الحب، بفضائها الخاص طبعًا. فالاختبار ها هنا يتحدد في الاختيار بين الحب والشهرة؛ أيهما سوف تختار الفتاة، وهو الاختيار الذي سيكون مؤثِّرًا في مصيرها.

لأول مرة في الوطن العربي إصدار الترجمة العربية لرواية سووشون للروائية الإيرانية الكبيرة سيمين دانشور تحت عنوان سُووَشُــون المأساة الإيرانية، ترجمها من اللغة الفارسية مباشرة الدكتور أحمد موسى وصدرت حديثًا عن منشورات الربيع بالقاهرة (2022)

"سووشون" رائعة الروائية الإيرانية الرائدة سيمين دانشور (1921-2012م) وأول رواية نسائية في إيران. تدور أحداث سووشون في مدينة شيراز، مسقط رأس الكاتبة، خلال السنوات الأخيرة للحرب العالمية الثانية راسمة الفضاء الاجتماعي السائد في الفترة الممتدة بين 1941-1956. وصفت الكاتبة في هذه الرواية الحياة الإقطاعية إبان احتلال إيران من قبل الإنجليز. إحدى ميزات سووشون بناؤها البسيط وبيانها السلس وخلفيتها الثقافية والفلكلورية.

صدرت الرواية لأول مرة في العام 1969م ووصلت إلى الطبعة الثامنة والعشرين في العام 2021م. تعتبر هذه الرواية إحدى أكثر الروايات قراءة في إيران، كما ترجمت إلى لغات عدة.

خلفية الرواية:

اتخذت إيران خلال مجريات الحرب العالمية الثانية موقف الحياد. لكن بسبب حضور الخبراء الألمان في إيران، نقضت قوات الحلفاء حياد إيران فدخلت هذه القوات إلى إيران من الشمال والجنوب واحتّلتها في سنة 1942. أُجبر الشاه رضا البهلوي على التنحي لصالح نجله محمد رضا. كانت السلطة السياسية في زمن الشاه رضا بيده، لكن بسقوطه توزعت بين خمسة مراكز قوة : البلاط، والمجلس، والحكومة، والسفارات الأجنبية، والشعب، مما أدى إلى انتشار الفوضى التي استمرت ثلاث عشرة سنة، أي حتى انقلاب 1953م. عاشت إيران في هذه المرحلة أزمات اجتماعية وسياسية متوالية، واستفحلت الطبقية في المدن الإيرانية، وبات المجتمع يتشكل من طبقتين اجتماعيتين؛ إحداهما فاحشة الثراء وبيدها السلطة، وأخرى فقيرة وفاقدة لأي سلطة. كما أن معظم مناطق إيران كانت تعيش تحت رحمة الصراعات بين القبائل والعشائر المتجاورة. استغل قادة العشائر الحالة المتدهورة لاستعادة السلطة والنفوذ واسترجاع الأملاك المصادرَة، واستعانوا في ذلك بقوة السلاح الذي كانوا قد حصلوا عليه من قبل إما عن طريق الغارة على المراكز الأمنية أو التهريب. فبادروا بالهجوم على الحكومة المركزية وحصلت بين الطرفين حروب دامية. وكانت الحكومة تلجأ تارة إلى إثارة النعرات بين العشائر المختلفة من أجل خلق التوازن وتضعيف هذه الثورات وتثبيت هدوء مؤقت. كما شهدت مناطق مختلفة في إيران صراعات مذهبية وطائفية، وظهرت حركات انفصالية في مناطق عدة خاصة في كردستان وخوزستان وآذربيجان هدفها تشكيل جمهوريات صغيرة.

خلال السنوات الأولى بعد استعمار إيران وبسبب شراء المواد الغذائية والتموينية من طرف جيوش الحلفاء ظهر القحط والتضخم وشاعت الأمراض المعدية، وفقد العديد من الناس حياتهم على إثر ذلك. كانت شيراز من جملة المدن التي خضعت لاستعمار القوات الإنجليزية. وعانت من قلة الغلال والمواد الغذائية وكان الإنجليز يصادرون المحاصيل الزراعية تحت إكراه القوة.

كانت الكاتبة سيمين دانشور طالبة بجامعة طهران إبان الحرب العالمية الثانية، وتعرفت عن طريق شغلها على المراسلين الحربيين الذين جاؤوا إلى إيران وتابعت أخبار الحرب. في العام 1942م سافرت إلى شيراز مسقط رأسها في الوقت الذي كانت تحت الاحتلال العسكري الإنجليزي، وكانت المدينة مملوءة بالجنود الهنود والأيرلنديين والاسكتلنديين. وفي ذات السنة خطر على بال سيمين دانشور تصميم سووشون الأولي. وفي العام 1950م تزوجت بالمفكر والكاتب الإيراني المعروف جلال آل أحمد.

 

الرواية الإيرانية "عشق هادئ" [يك عاشقانه آرام] للروائي الإيراني المعاصر 

نادر إبراهيمي ترى النور بحلة عربية

رواية "عشق هادئ"
نادر إبراهيمي
ترجمة أحمد موسى
الناشر: دار نثر بمسقط
تدور أحداث رواية "عشق هادئ" لنادر إبراهيمي حول حياة مدرّس أدب من محافظة جيلان بالشمال الإيراني وزوجته. تغرقنا أحداثها بهدوء ودعة في تفاصيل حياة الزوجين الرومانسية الدافئة.
انتظمت الرواية في ثلاثة فصول ورويت أحداثها من زاويتين؛ المتكلم المفرد والراوي العالم بكل شيء. وفي كل فصل تواجه الشخصية الأصلية تحديات جديدة.
يُطلق سراح الجيلاني، الذي اعتقل من طرف السافاك (جهاز مخابرات النظام الملكي قبل الثورة الإسلامية) على خلفية فعالياته السياسية، بعدما قضى شهرين في السجن تحت التعذيب، ولم يعد مسموحاً له بممارسة نشاطه التعليمي، يبحث الآن عن طرق أخرى لتمرير عيشه وإعالة أسرته، وفي هذه الرحلة يرجع بالذاكرة إلى الماضي ليحكي عن خواطره وكيف تعرف على زوجته "عسل"، الفتاة الآذرية التي تنحدر من بادية "سَبَلان" في محافظة أذربيجان الإيرانية.
تتواصل حياة الجيلاني وعسل ويستمر حبهما بهدوء، ويحرصان كل الحرص على ألا تتعرض علاقتهما لأي خدش أو ردّة بفعل تأثير المشاكل والصعوبات التي تسبب لهما فيها السافاك؛ من قبيل سجن الزوج المتكرر ونفيه وتعذيبه وإسقاط أول جنين لهما، والضوائق المالية والحرمان من الوظيفة الحكومية حتى وصل الحال بالجيلاني لبيع الكتب في الشارع العام، وغيرها...
ومع سقوط النظام الملكي وانتصار الثورة الإسلامية تستمر حياة الزوجين وتنتفي المشاكل القديمة لكن تطفو مشاكل جديدة متصلة بالحياة اليومية الروتينية لتمثل تهديداً لحياتهما الرومانسية أكثر من ذي قبل؛ لذلك يسعى كل من الجيلاني وعسل، عبر إجراء بعض التغييرات الجزئية، كي يحافظا على عشقهما من أن يتحول إلى عادة ويختفي في أتون الروتين اليومي للحياة. ويظل هذا الجدال من أجل الحفاظ على طراوة هذا العشق حتى آخر الرواية.
تنتهي الرواية وقد وصل الزوجان إلى سن الشيخوخة وأحاط بهما الحفيد والصهر والكنّة والعائلة السعيدة، ولم يزالا يحرصان على هذه العلاقة الحميمية بينهما.
لقد نجح الكاتب في تصوير الرؤى والثقافات المختلفة لجيل معين في فضاء رومانسي وسياسي، وذلك في إطار الحوادث التي تعيشها شخصيات الرواية. ويبقى نادر إبراهيمي وفياً للنهج ذاته الذي سار عليه في أعماله الأخرى سواء منها السينمائية أو التلفزيونية أو في الشعر والكتابة، بتلفيقه بين رؤية فلسفية وأخرى أدبية وإفادته من التجارب المختلفة في مجالات عدة من أجل تصوير علاقة متفاوتة بين زوجين، وكان يروم التدليل على أن أكبر عدو للعشق هو العادة والسآمة، ولأجل الحفاظ على علاقة رومانسية حية لا مناص من محاربة هذين العاملين.



امرأة من طهران للروائية الإيرانية المعاصرة فريبا وفي آخر ما ترجم أحمد موسى عن الأدب الفارسي المعاصر

امرأة من طهران رواية صدرت حديثاً (2020) عن دار الربيع بالقاهرة للروائية الإيرانية المبدعة فريبا وفي. عنوان الرواية في اللغة الفارسية (پرندۀ من) وترجمته حرفياً تعني طائري. تحكي الرواية حياة النساء حبيسات الجدران الأربعة، الغارقات في العزلة المفروضة، وليس تلك المختارة بمحض الإرادة. يتحملن حياة الزوج الباردة والباهتة، ويتعلمن أن يطمسن كل شيء في ذواتهن وأن يعشن من دون طائر يرفرف عالياً.
امرأة من طهران هي حديث المرأة التي لا حلم لها، المرأة التي لا أمل لها، وهي في النهاية المرأة التي لا طائر لها.
تطلعنا فريبا وفي في روايتها على العوالم الداخلية لآلاف النساء الإيرانيات، وتسمعنا صوت النسوة اللواتي يقضين عمرهن محاصرات بالقضايا الدينية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية في مجتمع كالمجتمع الإيراني.
رغم أن الرواية كتبتها امرأة وقصتها قصة نسائية لكن الرجال أيضاً سيجدون المتعة المرجوة فيها، وكأن بقراءة الرواية يكتشف الرجل عالماً جديداً.
فريبا وفي المزدادة ب21 يناير كانون الثاني من عام 1963م بمدينة تبريز في إيران، روائية وقاصة إيرانية، تقطن حالياً رفقة أسرتها بالعاصمة طهران. من أشهر أعمالها روايتي امرأة من طهران وحلم التبت، فازت بعدة جوائز أدبية في إيران وخارجها.
ترجمت آثارها إلى لغات عدة كالروسية والسويدية والعربية والتركية والكردية واليابانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
عن دار الربيع للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت حديثاً أنطولوجيا القصة الإيرانية الحديثة تحت عنوان (ربيع كتماندو الأزرق) للأكاديمي والمترجم المغربي أحمد موسى


تسبح بنا هذه المختارات القصصية في نهر السرد الفارسي بدأب وأناة، وتغوص في أمواهه الرقراقة لتستجلي كوامن الحياة الاجتماعية الإيرانية، بآلامها وآمالها، على مدى عقود عدة، وتنبش في دوافنها المثقلة بعبق التاريخ وسحر التراث وبديع الذاكرة، والغنية بالأبعاد الإنسانية والروحية، وتنقّب في أصداف القصص عن النفاسة والبهاء واللآلئ الشرقية ذائعة الصيت.
تضم هذه المختارات ثلاثة عشر نصاً من بين أنفس بدائع القصة القصيرة الإيرانية الحديثة، ومن جملتها نصوص تخطّت حدود بلدها لتحظى باهتمام لغات وثقافات أخرى وتحوز على التقدير والتتويج. نصوص أبدعها ثلاثة عشر قاصّاً وقاصّة من أبرز وأشهر الكُتّاب الإيرانيين الذين لمع نجمهم وحاز الكثير منهم أرفع الجوائز، محلياً وعالمياً.
تنبع أهمية هذا «المنتقى» من كونه يضمّ بين دفتيه نصوصاً تمثل مختلف أقاليم وثقافات إيران، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، تمتاز بفنية عالية وبقيمة أدبية سامقة، قد ترتقي إلى مصاف شوامخ القصة القصيرة العالمية. بأسلوب يزاوج بين الحكي التقليدي وأسلوب القص الحديث، تُشرِع لنا هذه النصوص كُوىً مختلفة على عوالم حكائية تقودنا في رحلة شيقة لاستطلاع ما يدور هنالك.. في بلاد فارس.. 
مدخل إلى اللغة الفارسية، مباحث في اللغات الإيرانية وتاريخها
إصدار جديد للدكتور أحمد موسى

صدر حديثاً عن Copie page بالجديدة / المغرب كتاب (مدخل إلى اللغة الفارسية، مباحث في اللغات الإيرانية وتاريخها). الكتاب يسلط الضوء على اللغة الفارسية التي تنتشر اليوم كلغة رسمية ولغة المحادثة في إيران وطاجكستان وأفغانستان وأجزاء من منطقة آسيا الوسطى، كأوزبكستان وتركمنستان وقرقيزستان، وفي تركستان الصين، وأيضاً في شبه القارة الهندية، لاسيما باكستان، أو يروِّجها آلاف الإيرانيين المقيمين في مناطق متفرقة  من العالم، كأوربا وكندا وأمريكا ودول أخرى، هي إرث ثمين من الميراث المشترك بين مختلف الثقافات في العالم، وخاصة الثقافات والحضارات الإسلامية. 
اللغة الفارسية، التي خلّفت إلى اليوم مئات الآثار الأدبية والعلمية والدينية، بناؤها العام يتأسس على مزيج من المفردات الخاصة باللغة "الفارسية الدرية" التي يعود تاريخ استعمالها إلى القرون الأولى في صدر الإسلام، إضافة إلى معجم كبير من الكلمات العربية والقليل من المفردات التركية والمغولية والهندية والروسية والأوروبية (الفرنسية والإنكليزية...) والتي انتقلت إلى منطقة نفوذ اللغة الفارسية خلال القرنين الأخيرين بفعل عوامل متعددة، حتى باتت اليوم كلمات فارسية أصيلة اكتسبت الجنسية الفارسية والهوية الإيرانية.
وإني إذ أقدّم هذا الكتاب بين يدي القارئ، أروم تعريفه بتاريخ اللغة الفارسية وأهم الأطوار التي قطعتها، من أقد العصور إلى اليوم. كما يميط الكتاب اللثام عن مختلف الأبجديات والخطوط الفارسية بدءاً من الخط المسماري الذي اختاره الفرس لكتابة لغتهم الفارسية القديمة، وصولاً إلى الألفباء العربية التي استقر عليها اختيار أبناء فارس إبان العهد الإسلامي ومازالوا يكتبون بها فارسيتهم إلى يوم الناس هذا.
لذلك، فقد انتظم هذا الكتاب في فصلين رئيسين تفرع عن كل منهما ثلاثة مباحث :
الفصل الأول : أصل اللغة الفارسية
المبحث الأول : مصطلحات ومفاهيم
المبحث الثاني : اللغات الهندوأوروبية وفروعها
المبحث الثالث : اللغات الهندوأوروبية والسامية في إيران
الفصل الثاني : اللغات الإيرانية، لهجاتها وخطوطها
المبحث الأول : اللغات الإيرانية القديمة
المبحث الثاني : اللغات الإيرانية الوسطى
المبحث الثالث : اللغات الإيرانية الحديثة

رواية جن إيراني ترجمة لرواية (ملكوت) للروائي الإيراني الرائد بهرام صادقي 
ترجمها إلى اللغة العربية أحمد موسى


بفضل من الله ومنّه صدرت ترجمتي لرواية (ملكوت) للقاص والروائي الإيراني الكبير بهرام صادقي (1936-1984م) عن منشورات الربيع العربي بالقاهرة. الترجمة تحمل عنوان (جنٌّ إيراني).

وهذه الرواية شكّلت، بعد رواية البومة العمياء لصادق هدايت، نقطة تحول بارزة في مسار الأدب القصصي الإيراني، يمكن اعتبار رواية "جنّ إيراني" لبهرام صادقي الخطوة الثانية على سلم القصة الحديثة في إيران. الرواية تدور في فضاء سريالي بالكامل وموهم، وشخصياتها قبل أن تكون حقيقية فهي رموز وإشارات. تحاشى بهرام صادقي في هذا العمل كثرة الحشو وإطالة الكلام والتوضيحات البصرية، وعرّف الشخصيات من خلال الحوار الذي أدراه بين "السكرتير الشاب" و"الدكتور حاتم".
خلاصة الرواية :
يواجه أربعة أصدقاء كانوا يتسامرون معاً في بستان أحدهم، حادثة حلول الجن بصديقهم "السيد مودت"، صاحب البستان فيهرع به الثلاثة ليوصلونه إلى الطبيب الوحيد في المدينة "الدكتور حاتم"، الطبيب الذي لا يعرفه أحد من الأصدقاء الأربعة غير "الشخص المجهول". وأثناء العلاج يتبادل الطبيب الحديث مع واحد من الأصدقاء، وهو "السكرتير الشاب"، فيحدثه الدكتور حاتم عن حياته المريرة وعن مريض له يدعى "م.ل" قَصَد عيادته مع خادمه "شكو" من أجل أن يقطع آخر عضو تبقّى له في جسمه، لأن الرجل كان قد بتر في السابق كل أعضاء جسده. أثناء إقامته ببيت الدكتور حاتم لثلاثة عشر يوماً، يدوّن "م.ل" ذكرياته الماضية وأفكاره وإحساساته الحالية، وطيلة هذه المدة يقوم على خدمته والعناية به "شكو" والممرضة "ساقي" . "ساقي" زوجة الدكتور حاتم التواقة للحياة، يبدو أنها ستكون على علاقة بـ"شكو" وسوف تقتل على يد الدكتور حاتم.
لن تكون "ساقي" الضحية الوحيدة للدكتور حاتم، لأنه كان قد حقن جميع ساكنة المدينة والمدن المجاورة التي عاش فيها بحقنة الموت. لن يقتل الآخرين فقط بل سيقتل نفسه أيضاً، وكأن وجوده يكتسي معناه في الموت فقط، الموت الذي لا يريده ويحاربه، لكنه يقضي على نفسه من الباطن.
ترجمة رواية "سيمفونية الموتى" لعباس معروفي إلى اللغة العربية

صدرت عن دار المتوسط للنشر ترجمتي سيمفونية الموتى، وهي ترجمة لرواية "سمفونی مردگان". 
تعتبر الرواية إحدى أبرز الروايات في الأدب الإيراني الحديث بشهادة القراء والنقاد. الرواية التي ألفها الروائي الإيراني المعاصر عباس معروفي (مواليد 1957م)، وهو روائي ينتمي إلى الجيل الجديد من الروائيين، والرواية شهدت إقبالاً كبيراً من القراء والنقاد على حد سواء. وهي ذات بنية متينة وموجزة وخالية من الحشو والإطالة، تتميز بأسلوب سلس وواضح. وظف الكاتب، عن وعي وبدقة ورقة، تقنيات خاصة في الرواية بشكل عام، وفي أقسامها المختلفة أيضاً.


يبتدئ عباس معروفي سيمفونية الموتى بمقدمة مختصرة عن قصة قتل قابيل لهابيل من خلال افتتاحه بالآية رقم 26 من سورة المائدة. ولعل للكاتب دوافع جعلته يقحم هذه المقدمة القرآنية، من ذلك ربما مقاربة "الذنب الأول" و"قتل الأخ لأخيه" بسبب الطمع أو الحسد أو الملك أو العشق.
"سيمفونية الموتى" ليست فقط قصة "قتل الأخ" البسيطة. بل إنها سيمفونية حياة الناس باختلاف اضطراباتهم الروحية والشخصية، الذين ارتبط مصيرهم بمصير المجتمع. المجتمع الذي تماثل حياته النار تحت الرماد، مجتمع يعلم الجميع أنه حي، لكن لا وجود لأمارة تدل على بقائه على قيد الحياة.

تقديم وتوقيع الترجمة العربية للمجموعة القصصية الفارسية (آبشوران)

أدباء ونقاد مغاربة يحتفون بالقصة القصيرة الإيرانية


التأم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، أخيراً، جمع من الأساتذة والنقاد والباحثين وبحضور العديد من الطلبة ومحبي الأدب والسرد، احتفاءً بصدور ترجمة الدكتور أحمد موسى للمجموعة القصصية الفارسية (آبشوران) للقاص والروائي الإيراني المعاصر علي أشرف درويشيان، والتي صدرت لأول مرة في الوطن العربي ضمن منشورات روافد المصرية سنة 2016. والدكتور أحمد موسى أستاذ متخصص في اللغة الفارسية وآدابها بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة. وكان قبل بضع سنوات قد ترجم إلى العربية رائعة من روائع الأدب الإيراني الحديث، رواية "چشمهايش"، ومعناها "عيناها"، للروائي الإيراني المعاصر "بزرگ علوی". 
شهد حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية الإيرانية "آبشوران"، مداخلات أساتذة وأدباء تناولت تحليل المجموعة القصصية، وتسليط الضوء على الترجمة العربية والاحتفاء بمترجمها، أحمد موسى. وتدخل الأساتذة عز العرب إدريسي أزمي، وعبد الدين حمروش، وعبد العزيز بنار، ورضوان خديد، وعزيز العرباوي، وسعيد السعدي، والزبير الشلي، ولطيفة لزرك وكمال العذراوي بمداخلات أثنوا فيها على المنجز السردي وبراعة المترجم في نقل أدب إيراني جميل وراق إلى اللغة العربية. ومن ضمن الشهادات التي قيلت في حق الترجمة والمترجم في هذا اللقاء الأدبي :
"بقراءة النص المترجم، نقترب من الأدب الإيراني الحديث، خصوصا بالنسبة لمَن لا يعرفون اللغة الفارسية مثلي. وعلى الرغم من الجهد المبذول من قِبَل المُترجِم، في تقديمه للأدب الإيراني عموما (تياراته الحديثة وبعض أعلامها)، إلا أن الاقتصار على قراءة النص المُتَرجم، يكشف عن حقيقة وجود أدب إيراني متوثب بحِسِّه الفني العالي، بحرارته الواقعية اللافتة، وبصدقه الإنساني الرفيع. من المؤكَّد أن من وراء الترجمة، إحاطة واسعة من المُتَرجم بعيون الأدب الفارسي الحديث: الأدب في طليعة قُوى التغيير، حيث "إيران" مُوزَّعة على أكثر من نزعة: وطنية- قومية، دينية- مذهبية، ثورية- إنسانية. ومع الإقرار بتعددية الأدب الإيراني الحديث، في تياراته وتوجهاته، إلا أن اجتهاد المُتَرجم في نقل نص فارسي، لكل ينطوي على أكثر من فضيلة. وترد في طليعة الفضائل تلك، ترجمة أدب قريب من الأدب العربي، بل ومتداخل معه في كثير من الجوانب: في اللغة، في الخلفية الحضارية، في الطموح التجديدي. [الدكتور عبد الدين حمروش، أكاديمي وشاعر وناقد]
 "ها هو أحمد موسى يواصل بصبر ووعي جمالي بإشكالات الترجمة وخبرته باللغة الفارسية مد القارئ بسيول من المحكيات والسرود، التي تقرب القارئ العربي من التجربة القصصية الفارسية، بترجمته للمجموعة القصصية «آبشوران» للكاتب الإيراني علي أشرف درويشيان.............................................
 تقدم سرود «آبشوران» (التي تستعيد فردوساً مفقوداً) عالماً قصصياً بإحداثيات إنسانية خاصة، وتأخذك إلى حضن متخيل عامر بالشخصيات والأهواء والأفعال والأشياء التي تتحرك في كرونوتوب الشرنقة والضيق، حيث يصبح الفضاء والزمان متلازمين في الدلالة على دورة الحياة المحفوفة بالفقر والظلم والقمع والجوع والمرض والبكاء والارتشاء والملاحقات والتفتيش والسجن" [الدكتور عبد العزيز بنار، أديب وقاص وناقد]
"أبدع علي أشرف درويشيان في ربط التجربة الشخصية بقضايا كبيرة ثقافية بالأساس، دون أن يجازف -في تقديرنا- بالخوض في القضايا السياسية، ربما من منطق الأديب/الفنان الذي يحسن تدبير الرموز. وأمتعنا الدكتور أحمد موسى بإدخالنا عوالم شعب يتقاسم مبدعوه أوجاعاً شبيهة بتلك التي يعيشها الإنسان في كل زمان ومكان، الكاتب كما المترجم قدما لنا مادة لبناء جسور نحو الآخر، الآخر الذي فينا". [الدكتور رضوان خديد، أنتروبولوجي وشاعر وناقد]

بعض الصور التي توثق لليوم الدراسي





    


إصدار ترجمتي الجديدة للمجموعة القصصية الفارسية (آبشوران)

أصدرت دار روافد للنشر والتوزيع بمصر ترجمتي العربية للمجموعة القصصية الفارسية (آبشوران) للقاص والروائي الإيراني المعاصر علي أشرف درويشيان



تقديم بقلم علي أشرف درويشيان مؤلف "آبشوران" :
قبل ما يقارب نصف قرن من الزمان، لمّا راودتني فكرة كتابة المجموعة القصصية الحالية "آبشوران" وانهمكت فيها كان يحدوني أمل كبير في أن نكون آخر شهودٍ على وادي "آبشوران" وآخر جيلٍ يشاهد في حياته جريانَه. الوادي الذي كان طافحاً بكل ألوان الخبث والقبح والتعاسة. بيد أني، وللأسف الشديد، ما زلت إلى يوم الناس هذا شاهداً في بلدي على جريان "آبشوران" و"آبشورانات" أخرى. ليس في إيران فقط، بل أيضاً في البلدان الفقيرة في قارتي آسيا وإفريقيا. كنت آنئذٍ أمنِّي النفس بألا أُلفي في المستقبل القريب قارئاً لمجموعتي "آبشوران"، وإن وُجد من يقرؤها يكون كمن قرأ أسطورة تعود لعهود بربرية البشر، تثير عوالمها القبيحة حيرتَه. لكني آسف أن ما حصل غير هذا. من الطبيعي أن ينتشي أي كاتب بترجمة عمله إلى لغة أخرى لكني لن أكون كذلك لو علمت أن ترجمتي سوف تقرأ وفي الجوار أطفالٌ مازالوا يعيشون مجسِّدين ذاك الإنسان الشّقي والتعيس الذي تعكس "آبشوران" صورته بجلاء. 
علمت أن "آبشوران" تُرجمت حديثاً إلى اللغة العربية في المغرب، بلد الشعب الطيب. ترجمها الدكتور أحمد موسى، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها، فله مني جزيل الشكر. لا أعرف الكثير عن المغرب، لكني أتمنى ألا يكون هناك لا "آبشوران" ولا أطفال يحومون حوله. إن جميع المبدعين الملتزمين بقضايا الإنسان والإنسانية إنما يبدعون ما يبدعون لتسمو الدنيا وترقى إلى مقام الإنسان والإنسانية.
أتمنى أن ينظر القرّاء المغاربة والعرب إلى هذه المجموعة بعين الرضا والاستحسان، وكلي أملٌ بأن ألتقي بهم يوماً...
علي أشرف درويشيان
أبريل 2016